صفْ كلّما تشاءُ واتركْ صورةً |
|
علّقها بالعرش بارئُ الصورْ |
ماذا تقولُ في هيولى نقطةٍ |
|
تضيقُ في عالمها دُنيا الفِكرْ |
إنْ قلت هذا بشرٌ ، قال الحِجا |
|
استغفرُ الوجدان ، ما هذا بشرْ |
أو قلت فيه ملكٌ أجابني |
|
هل ملكٌ يحكيه عيناً وأثرْ |
حارتْ به الشعوبُ ، شعبٌ منكرٌ |
|
لهُ وشعبٌ فيهِ غالى فكفرْ |
هذا مقامٌ يقفُ العقلُ بهِ |
|
مردّداً بينَ الورودِ والصدرْ |
قدّمتُ قلبي لكم في يومهِ |
|
والعقل أزويهِ لأيّام اُخرْ |
يا قبلُ هذا مسرحُ الحبِّ فنلْ |
|
جائزةَ الخُلد بدورك الأغرّ |
واختصر الحديثَ فيه إنّما |
|
رسالةُ الشوق حديثٌ مختصرْ |
وسائِلِ الكعبةَ عن وَليدها |
|
مَنْ شرّفَ البيتَ وقدّسَ الحجرْ |
واسترقِ السمعَ بِنادي مضرٍ |
|
فالخبرُ الموثوقُ في نادي مضرْ |
وانظرْ أبا طالب في مجلسهِ |
|
يمتلكُ القلبَ ويملأُ النظرْ |
وحولَهُ مِن هاشمٍ عصابةٌ |
|
يُنمى لها المجدُ ويُنسبُ الخطرْ |
تضغي إلى أسمارِهِ مُرتاحةً |
|
في الليلةِ القمراءِ ما أحلى السمرْ |
قد سَحَرَ الأسماعَ في حديثِهِ |
|
فلمْ تُفِقْ حتّى تجاوزَ السحرْ |
لا غروَ إنْ أسكرَهُ منطقُهُ |
|
فمنطقُ الشاعرِ شهدٌ وسكرْ |
يدورُ في الحديثِ حولَ حادثٍ |
|
قد حيّرَ البدوَ وأذهلَ الحضرْ |
في البيتِ حيثُ الطيرُ لا يعبُرُهُ |
|
قدساً وحيثُ الوحشُ لا يَرعى الحذرْ |
قد وضعتْ فاطمةٌ وليدَها |
|
منزَّهاً من كلّ رجسٍ وكدرْ |
وأقبلتْ بِهِ إلينا باسِماً |
|
وقبلَه لمْ نَرَ بسمةَ القمرْ |
إنّي أرى لابنيَ شأناً تنطوي |
|
فيهِ شؤونُ غيرِهِ إذا انتشرْ |
سيُدهِشُ التأريخَ في أعمالهِ |
|
ويملأُ الدُنيا عظاتٍ وعبرْ |