لولاهُ ما اتّقدت مشكاةُ إيمانِ
في ذاتِهِ (١) تاهت الأفهامُ والفِكَرُ |
|
ما بينَ من كفروا غالِين (٢) أو سَتَروا |
قالوا : إلهٌ وقالوا : إنّه بَشرُ |
|
لولاهُ ما خُلِقَتْ شمسٌ ولا قَمَرُ |
لولاهُ لم يقترنْ بالأوّل الثاني
فاقَ الورى كلّهم شأناً ومرتبةً |
|
وكَم حوى فوقَهم فضلاً ومنقبةً |
فها كُموها من الآلاف واحدةً |
|
هلْ في فراشِ رسولِ الله باتَ فَتىً |
سواهُ إذْ حُفّ من نصلٍ بِنيرانِ
مديحُهُ جاءَ ملءَ الصُحفِ والزُبرِ |
|
وفضلُهُ شاعَ في الآياتِ والسُورِ |
فجلّ معناهُ عن إدراك ذي نَظَرِ |
|
ما كان ربّاً ولكنْ ليس من بَشَرِ |
وليسَ يُشغلُه شأنٌ عن الشانِ
هو العليُّ الذي لو جئت (٣) مشهدَهُ |
|
رأيتَ أعلى من الأفلاك مرقَدَهُ |
هو الذي ربُّه بالرُوح أيّدهُ |
|
هو الذي كان بيتُ الله مولِدهُ |
فطهَّرَ البيتَ من أرجاس أوثانِ
هو الإمامُ الذي ذُو العرش فَضَّلَهُ |
|
وبالمعاجز والآيات خَوَّلهُ |
هو الذي خَدَمَ الأملاكُ منزلَهُ |
|
هو الذي من رسول الله كانَ لَهُ |
مقامُ هارونَ من موسى بن عمرانِ
سادَ النبيّين من تالٍ ومن سَلَفِ |
|
فلم يُدانُوه في عِزٍّ وفي شَرَفِ |
هو الذي حُبّهُ من أعظم الترفِ |
|
هو الذي صارَ عرشُ الله ذا شَنَفِ |
__________________
(١) كتب هنا أيضاً : ظلّت الآراء.
(٢) كتب هنا أيضاً : فيه ومن.
(٣) كتب هنا أيضاً : زرت.