قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

وليد الكعبة

وليد الكعبة

38/495
*

فقلتُ : ما هذا؟

فقيل : هذا قاتل أهل الكفر ، وصاحب ميثاق النصر ، بأسه شديد ، تجزع من خيفته الجنود ، وهو معونة الله لنبيّه ، ومؤيّده به على أعدائه ، بحبّه فاز الفائزون ، وسعد السعداء ، وهو ممثل في السماء المرفوعة ، والأرض الموضوعة ، والجبال المنصوبة ، والبحار الزاخرة ، والنجوم الزاهرة ، والشموس الضاحية ، والملائكة المسبّحة.

ثمّ هتف بي هاتفٌ يقول :

جال الصباح لدى البطحاء إذ شملت

سوداً بذي خدم فرش المراقيل

من دلج هام جرائيم جحاجحة

من كلّ مدَّرعٍ بالحلم رعبيل

من الجهاضم إذ فاقت قماقمها

دوم السحاب على جنح الأثاكيل

يا أهل مكّة لا تشقى جدودكم

وأبشروا ليس صدق القيل كالقيل

فقد أتت سودُ بالميمون فانتحجوا

واجفوا الشكوك وأضغاث الأباطيل

فقد خازن النور في أبناء مسكنه

من صلب آدم في نكب الضماحيل

إنّا لنعرفه في الكتب متّصلاً

بشرح ذي جدل بالحقّ حصيل

قال : فُولِدَ عليٌّ عليه السّلام ولرسول الله صلّى الله عليه وآله ثلاثون سنة.

فأحبّه رسول الله صلّى الله عليه وآله حبّاً شديداً ، وقال لفاطمة : يا اُمَّه! اجعلي مهد عليٍّ بجنب فراشي.

وكان صلّى الله عليه وآله يلي تربيته ، ويوجرهُ اللبن في ساعة رضاعه ، ويحرّك مهده عند نومه ، ويناغيه في يقظته ، ويحماه على صدره تارةً ، على عاتقه اُخرى ، ويتكتّفه ، ويقول : «هذا أخي ، ووليّي ، وناصري ، وسفيّي ، ووصيّي ، وذخيرتي ، وكهفي ، وصهري ، وزوج كريمتي ، وأميني على وصيّتي».