ولدته اُمّه في الكعبة. وذلك أنّها لمّا اشتكت المخاض التجأت إلى الكعبة تبرّكاً بها فطلقت طلقة فولدته عليه السلام.
فحصل له هذا الشرف العظيم بولادته في أشرف بقعة في الأرض.
ثمّ حمله رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منزلها ، وكان قد سار مع عمّه أبي طالب حين دخل الكعبة ، وأجلس أبو طالب فاطمة ابنة أسد رحمها الله في الكعبة.
* * *
وقال محمّد بن الناصر بن محمّد بن الناصر أحمد بن المطهّر الحسنيّ الزيديّ المتوفّى (٩٠٨ هـ) في «نهاية السؤل في مناقب وصيّ الرسول» ما نصّه (١) :
ووُلِدَ عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، في الكعبة المعظّمة (٢) هذا قول الشيعة ، والمحدّثون لا يعترفون بذلك! ويزعمون أنّ المولود في الكعبة حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد الغزّى!!
وقالت الشيعة : لم يُولَد قبلَه مولودٌ في الكعبة ؛ إكراماً من الله تعالى له ، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم.
وكان ميلاده عليه السلام ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ذكر هذا الكنجي رحمه الله تعالى في «كفاية الطالب».
وقال المفيد محمّد بن محمّد بن النُعمان في «الإرشاد» : إنّه عليه السلام وٌلِدَ يوم الجمعة ثالث وعشرين شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل.
__________________
(١) ص (١٨ ـ ١٩) من النسخة المصوّرة عن نسخة الجامع الكبير بصنعاء ، لاحظ : أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠٠٤ ، رقم ١٠٧٥.
(٢) علّق في هامش المصدر المخطوط ما نصّه : وذلك أنّها لمّا اشتكت المخاض التجأت إلى الكعبة تبرّكاً بها فطلفت طلقةً فولدته عليه السلام فحصل له هذا الشرف العظيم بولادته في أشرف بقعة في الأرض ثمّ حمله رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منزلها ، وكان قد سار مع عمّه أبي طالب حين دخل الكعبة وأجلس فاطمة بنت أسد رحمها الله في الكعبة.