وأمّا كتابه جمهرة النسب فقد تعرّض لإضافات كثيرة يعود سببها إلى أنّ أبا سعيد السكّري راوي الكتاب لم ينجُ من الاتّهام بأنّه كان وراءها. فالدكتور ناجي حسن الذي يذكر في مقدّمة تحقيقه لجمهرة النسب : «لقد وصلتنا جمهرة النسب لابن الكلبي برواية أبي سعيد السكري عن محمّد بن حبيب عن ابن الكلبي ، ومع ذلك ظهرت فيه إضافات واضحة وزيادات وتعليقات بيّنة لم ترد في أصل الجمهرة بل أضافها الرواة والنسّاخ. ولا يستبعد أن يكون أبو سعيد السكري هو نفسه الذي قام بهذا العمل حين وجد لديه فيضاً من الأخبار ذات الصلة بالأنساب» (١).
أمّا الرواية الاُخرى التي يذكرها النيسابوري فهي عن علي بن عثام العامري كما هو اسمه في سير أعلام النبلاء ويبدو أنّه حرّف من عثام إلى غنام عند النيسابوري. ولو كانت روايته هذه محل اعتماد لما تغاضى عنها الذهبي في سيره وهو المعروف بموقفه المضاد لمن يذكر مناقب لعليّ عليه السلام. وهذا يكفي في أنّها من الضعف والهزال ما جعل الذهبي يتجاهلها.
وهناك رواية شاذة ذكرها الأزرقي في أخبار مكّة : حدّثني محمّد بن يحيى ، حدّثنا عبد العزيز بن عمران ، عن عبد الله بن أبي سليمان عن أبيه أنّ فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى ـ وهي اُمّ حكيم بن حزام ـ دخلت الكعبة وهي حامل ، فأدركها المخاض فيها ، فولدت حكيماً في الكعبة ، فحملت في نطع وأُخذ ما تحت مثبرها (موضع الولادة) فغسل عند حوض زمزم ، وأخذت ثيابها التي ولدت فيها فجعلت لقىً (٢).
__________________
(١) مقدّمة جمهرة النسب.
(٢) أخبار مكة (للأزرقي) ١ : ١٧٤.