قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

وليد الكعبة

وليد الكعبة

212/495
*

وقد عرفت فيما تقدّم أنّ الرواية الأزرقي هذه لم تصحّ إسناداً ولا رجالاً على أقلّ تقدير.

* * *

تشكّل الروايات والنصوص المتقدّمة المصدر الرئيسي والمرجع الأساسي المهمّ لهذه المزعمة الواهية.

والقاسم المشترك بينها جميعاً هو الإرسال ، والشذوذ ، ومخالفة ما هو مشهور ، والنكارة ، والتحرف ، والتلاعب في بعض مصادرها ، وضعف بعش رواتها.

وعلّة واحدة من هذه العلل يسقط الاعتماد عليها ، ويوجب نبذها جانباً ، فكيف بها مجتمعة؟

وتبيّن من خلال البحث في تواريخ رواتها : أنّها ظهرت في القرن الثالث الهجري ، وأنّها ممّا تعمّد وضعه وتدرّج نحته في الأزمنة المتأخّرة ، وما أكثرها. يقول يحيى بن معين مشيراً إلى كثرتها : «كتبنا عن الكذّابين ، وسجّرنا به التنور ، وأخرجنا به خبزاً نضيجاً» (١).

والعجب أنّ اكثر هذه الأحاديث وجلّها قد وضعها «أهل الخير والزهد»!

قال يحيى بن سعيد القطّان : «لمنرَ الصالحين في شيء أكذبَ منهم الحديث».(٢)

وقال : «لم نرَ أهل الخير في شيء أكذب منهم في شيء أكذب منهم في الحديث»(٣)

وقال : «ما رأيت الكذب في أحدٍ أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير والزهد» (٤).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٤ : ١٨٤ ، وسير أعلام النبلأ ١١ : ٨٣ عن تاريخ الابّار.

(٢) صحيح مسلم ١ : ١٧ ، وتاريخ بغداد ٢ : ٩٨.

(٣) صحيح مسلم ١ : ١٨.

(٤) اللآلي المصنوعة ... ، وفتح الملك العلي : ٩٢ ، وللتوسع راجع الغدير : ٢٧٥ ـ ٢٩٦.