في أول الفصل المذكور
: «وكان حمزة بن عبد المطلب نديماً لعبد الله بن السائب المخزومي ، أسلما جميعاً» .
على أنّ هذا الفصل هو في الندماء من
قريش ، وليس في ذكر احوالهم وأحوال اُمّهاتهم وتاريخ ولاداتهم وكيفيّتها.
أضف إلى هذا أنّ عناوين الفصول والأبواب
في المحبّر انتخبت بدقّة لتتلاءم مع محتوياتها ، كما يلاحظ بشكل جليّ أنّها خالية
من الحشو وذكر الاُمور الفرعية ، اللهم إلّا في بعض الموارد التي هي من إضافات
السكري.
ففي فصل أسلاف رسول الله صلّى الله عليه
وآله :
«وسالفه صلّى الله عليه وآله : سعيد بن
الأخنس ـ قال أبو سعيد السكّري : سعيد هذا هو الذي قال النبيّ صلّى الله عليه وآله
: أبعده الله ، فإنّه كان يبغض قريشاً ـ ابن شرىقبن وهب ...» .
وما أشبه قوله : «سعيد هذا» بقوله : «حكيم
هذا».
وما أشبه الفاصلة بين «بن الأخنس ... بن
شريق» بالفاصلة الحادثة في الفقرة موضع البحث ، وكلّ ما في الأمر تصديرها بـ «قال
أبو سعيد السكّري» هنا ، وتركها سائبة مهملة هناك.
لم يكتفِ السكّري بهذا ، بل أضاف في بعض
الموارد جملاً وروايات تتماشى مع اعتقاداته المذهبيّة.
اذكر منها ما في أواسط فصل «ذكر سرايا
رسول الله صلّى الله عليه وآله وجيوشه».
«وفيها غزوة عمرو بن العاص السهمي على
ذات السلاسل ، ومعه أبو بكر وعمرو أبو عبيدة بن الجرّاح في جيشه ، وكان استمدّ ، فأمدّه
النبي صلّى الله عليه وآله بجيش فيهم أبو بكر وعمر ، ورئيس الجيش أبو عبيدة بن
الجراح.
__________________