إلّا أنّا نشكّك في صحّ نسبة ذلك القول
إليه ، وفي صدق الحكاية عنه.
والمتهّم في التقوّل عليه هو راويته
السكّري ، فقد نسب إلى الكلبي أنّه قال في «جمهرة النسب» :
«وحكيم بن حزام بن خويلد عاش عشرين
ومائة سنة ، وكانت اُمّه ولدته في الكعبة» .
وكتاب الجمهرة من أشهر كتبه ، عدّه كبار
المؤرّخين من مصنّفاته ، وذكروا أنّ محمّد بن سعد كاتب الواقدي ومصنّف كتاب «الطبقات
الكبير» رواه عنه مع سائر مصنّفاته.
ولكنّ النسخة التي بأيدينا من كتاب
الجمهرة هي برواية أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري (٢١٢ ـ ٢٧٥ ه) عن أبي جعفر محمّد
بن حبيب بن اُميّة البغدادي (ت ٢٤٥ ه) عن الكلبي.
وهذا خلاف ما أثبته المؤرّخون كالنديم
والحموي وغيرهما .
وكان لهذا الاختلاف أثرٌ كبير ، ودور
مؤثّر في متن الكتاب الأصلي.
فقد عمد السكّري إلى دسّ بعض آرائه
وأقواله ومرويّاته في متن الجمهرة ، مصدرّاً بعضها بـ «قال أبو سعيد» هاملاً البعض
الآخر ، كما قام بتحريف بعض الجمل والكلمات ، أو تبديلها بما يتلاءم وآراءه
الفكرية والمذهبيّة.
وكان هذا ديدن السكّري في ما يرويه من
مصنّفات غيره ، وهكذا صنع بكتاب «المحبّر» لاُستاذه وشيخه أبي جعفر محمّد بن حبيب.
وقد تنبّه لهذا الأمر محقّقا كتابي
الجمهرة والمحبّر.
__________________