وهذه ليست أوّل خصوصية يحاولون سلبها عليّاً عليه السلام ، بل هناك غيرها كثير ، منها :
الحديث المتواتر المتّفق على صحّته : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها».
وضعوا قباله حديثاً واهياً هو : «أنا مدينة العلم ، وأبوبكر أساسها ، وعمر حيطانها وعثمان سقفها ، وعليٌّ بابها» (١).
وحديثاً آخر ، أشدُّ وهناً ، وأظهر وضعاً ، هو : «أنا مدينة العلم ، وعليٌّ بابها ، ومعاوية حلقتها» (٢).
ومنها الحديث المتواتر الثابت الآخر : «عليٌّ منّي بمنزلة هارون من موسى».
وضعوا قباله حديثاً يشهد متنه وسياقه بوضعه ، فضلاً عن سنده ، هو : «أبو بكر وعمر منّي بمنزلة هارون من موسى» (٣).
ومنها الحديث المتواتر الصحيح الآخر : «لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ...».
وضعوا قباله حديثاً مثيراً للضحك والسخرية والاستغراب ، هو «لأُعطينّ هذا الكتاب رجلاً يحبّ الله رسوله ، ويحبّه الله ورسوله! قم يا عثمان بن أبي العاص. فقام عثمان بن أبي العاص ، فدفعه إليه» (٤).
ويكشف عن هذا التلاعب المكشوف ، ويبيّن أنّه كان أمراً معروفاً ومألوفاً ، قول الزهري في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد بن حنبل في «فضائل الصحابة» قال :
__________________
(١) راجع الغدير ١٩٧ : ٧ ـ ١٩٩.
(٢) راجع الغدير ١٩٧ : ٧ ـ ١٩٩.
(٣) راجع الغدير ٩٤ : ١٠.
(٤) المعجم الأوسط (للطبراني) ٤٣٨ : ١ ، الحديث ٧٨٨ ، عنه مجمع الزوائد ٣٧١ : ٩.