ومعرفة بالتطبيب وطرقه ، ومعرفة بالكمال وكيفية النقل إليه ، وأدوات ذلك ، وفراسة خاصة بكل نفس لنقلها من حال إلى حال. وهذا شىء للكسب فيه نصيب. ولكن عطاء الله هو الأساس (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً.)
٦ ـ روى الإمام أحمد عن عائشة (رضي الله عنها) عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في أهل الكتاب : «إنهم لا يحسدوننا على شىء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها ، وضلوا عنها ، وعلى القبلة التي هدانا الله إليها ، وضلوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام : آمين» أقول ولا زالت الجمعة والجماعة والكعبة هي أعظم مظهر من مظاهر وحدتنا التي تغيظ الكفار.
٧ ـ روى الإمام أحمد عن أبي رجاء العطاردي قال : «خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف من خز لم نره عليه قبل ذلك ولا بعده. فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه».
٨ ـ جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : «بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن. وقد أمر أن يستقبل الكعبة ، فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشام. فاستداروا إلى الكعبة». قال ابن كثير : وفي هذا دليل على أن الناسخ لا يلزم حكمه إلا بعد العلم به ، وإن تقدم نزوله وإبلاغه. لأنهم لم يؤمروا بإعادة العصر والمغرب والعشاء.
كلمة في الفقرة وسياقها ، والمقطع وسياقه :
١ ـ كررت هذه الفقرة الأمر بالتوجه إلى المسجد الحرام ، وبينت الحكمة في ذلك وهي : قطع الطريق على أي كلمة يقولها كافر محتجا على هذه الأمة. وإتمام النعمة على هذه الأمة بأن تكون أمة متميزة. وهداية هذه الأمة إلى الحق في كل شىء. وفي الأصل ومن أجل الهداية الكاملة بعث الله محمدا صلىاللهعليهوسلم. وبمناسبة الكلام عن ذلك ذكر الله عزوجل مجموع ما أنعم به على هذه الأمة من هداية من خلال بعثة الرسول صلىاللهعليهوسلم : التعريف بآياته ، وتعليم الكتاب والحكمة ، وتطهير الأنفس ، والتعريف على كل ما يحتاج إلى تعليم. وعندئذ يذكرنا الله عزوجل بما ينبغي أن نقابل ذلك :
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) كما أرسلت فيكم رسولا فعل لكم كذا وكذا. فقابلوا ذلك بالذكر والشكر. ويأتي المقطع اللاحق ليدلنا على طريق الذكر والشكر كما سنرى.