٥ ـ فوائد
(أ) أخرج الترمذي وابن ماجه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : (لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس) قال الترمذي عنه : حديث حسن غريب. وذكر ابن كثير أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) سأل أبي بن كعب عن التقوى فقال له : أما سلكت طريقا ذا شوك؟ قال : بلى ، قال : فما عملت؟ قال : شمرت واجتهدت قال : فذلك التقوى ..» وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرا من زوجة صالحة إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله) ، دل الحديث على أن تقوى الله هي أعظم ما يعطاه عبد.
(ب) مما أورده ابن كثير بمناسبة قوله تعالى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)
ـ قال أبو العالية في تفسير الإيمان بالغيب : «الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث».
ـ عن عبد الرحمن بن يزيد قال : كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا فذكرنا أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم وما سبقونا به فقال عبد الله : إن أمر محمد صلىاللهعليهوسلم كان بينا لمن رآه والذي لا إله غيره ما آمن أحد قط أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ (الم ذلِكَ الْكِتابُ ..) إلى قوله : (الْمُفْلِحُونَ) قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وعن صالح بن جبير قال : «قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببيت المقدس يصلي فيه ، ومعنا يومئذ رجاء بن حيوة ، فلما انصرف خرجنا نشيعه فلما أراد الانصراف قال : إن لكم جائزة وحقا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلنا : هات رحمك الله. قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعنا معاذ بن جبل ـ عاشر عشرة ـ فقلنا : يا رسول الله : هل من قوم أعظم منا أجرا؟ آمنا بالله واتبعناك. قال : ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء ، بل قوم بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين ، يؤمنون به ويعملون بما فيه ، أولئك أعظم منكم أجرا ، أولئك أعظم منكم أجرا».
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«أي الخلق أعجب إليكم إيمانا؟ قالوا : الملائكة ، قال : وما لهم لا يؤمنون وهم