كلمة في هذه الفقرة :
١ ـ لقد رأينا أن مدخل هذا المقطع دعا اليهود إلى الإيمان بالقرآن :
(وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ)
ورأينا الفقرة الأولى من الفصل الثاني تيئس المسلمين من الطمع بإيمان اليهود ، ثم تأتي الفقرة الثانية من الفصل الثاني فترينا أن عند اليهود خللا في إيمانهم بكتابهم أصلا ، ثم تأتي هذه الفقرة لتبدأ حوارا مفتوحا مع اليهود في قضية الإيمان والأسباب الصارفة لهم عن الإيمان بالقرآن ، وأنها ليست إلا الطبيعة الكافرة المستكبرة الفارة من الهدى إلى الضلال ، فهي إذن استمرار للفصل الأول المبدوء بقوله تعالى (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ..) ومن ثم فهي تحدثنا عن أن عادة بني إسرائيل أن يكذبوا ، ويقتلوا كل رسول لا يوافق كلامه أهواءهم ، وتحدثنا عن أسباب أخرى يرفضون من أجلها الإيمان برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وتقيم عليهم الحجة بشكل ثم بآخر ، فهي استكمال لعرض الأسباب والعوامل التي تحول بينهم وبين الإيمان بالقرآن.
٢ ـ في الفصل الأول من هذا المقطع جاء قوله تعالى (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) وتأتي هذه الفقرة فترينا تفصيلات ، في قتلهم الأنبياء ، وكفرهم بالآيات ، وعصيانهم ، واعتدائهم بعد أن وجدت الأسس اللازمة لهذه التفصيلات ، ولتخدم هذه التفصيلات هنا السياق السابق ، واللاحق بشكل أجدى.
٣ ـ دعاهم مدخل هذا المقطع إلى الإيمان والتقوى :
(وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ.)
ونجد في هذه الفقرة (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ)
(وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ)
ونجد أن خاتمتها هي : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ.)