والتمجيد نظير جملتي الصلاة والتحميد ، فيجري فيها ما ذكروه في الحمد لله من الأصل ، والعدول عنه إلى الجملة الإسمية للدلالة على الدوام وغير ذلك من الاحتمالات في اللام وتفصيل الكلام لا يليق بالمقام(١) .
الموضع الثاني في تفسير كونه عليه السلام وارثاً للأنبياء والأوصياء
فاعلم إنّ الوارث هو الذي يبقىٰ بعد موت آخر مع استحقاقه لتركته بقيامه مقامه ، ونزوله في منزلته فكأنّه هو(٢) ، وسُمِيَ تعالى بالوارث ، لأنّه باقٍ بعد فناء الأشياء(٣) ، ولأنّه يرث الأرض ومَن عليها وهو خير الوارثين ، والمؤمنون هم الوارثون لأنّهم يرثون منازل الكفّار في الجنّة ، أو لأنّهم يمكَنْون في الأرض في زمان الرجعة كما قال تعالىٰ : (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(٤) .
وفي الدُّعاء : (واجعلهما ـ أي السمع والبصر ـ الوارثين منّي ، أي ابقهما صحيحين إلى زمان الموت بعد ضعف جميع أعضائي)(٥) ، وكونه عليهالسلام وارثاً
________________________
١ ـ راجع تفسير (الفرقان في تفسير القرآن للشيخ الدكتور محمّد الصادقي) ج ١ ، ص ٨٩ ، ط : طهران .
٢ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٦٥٤ ط : دار الهجرة .
٣ ـ إشارة إلى قوله تعالى في سورة الرحمان (الآية ٢٦ و ٢٧) : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) .
٤ ـ الأنبياء : ١٠٥ .
٥ ـ بحار الأنوار ، ج ٨٣ ، ص ١٣٠ ، باب ٤٣ ـ التعقيب المختص بصلاة الفجر ، وإليك نصّه : «كان رسول الله صلى الله عيله وآله إذا صلى الغداة قال : اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني وأرني ثاري في عدوّي» .