وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ ، وَأَرْكَانِ الْمُؤْمِنِينَ .
الدعائم جمع الدعامة بكسر الدال ، وهي عماد البيت الذي يقوم عليه (١) ، وكثيراً ما يُستعار لكلّ ما لا يتمّ شيء إلّا به ، وكلّ ما يتوقّف عليه شيء بعلاقة المشابهة ، فإنّ البيت لا يستحكم بناءه إلّا بالدعامة والأساس ، ومنه قوله عليهالسلام : (لكلّ شيءٍ دعامة ، ودعامة الإسلام الشيعة) (٢) ، وقوله عليهالسلام : (دعامة الإنسان العقل) (٣) لتوقّف تحقّق الإنسانية على العقل ، والمراد بالدين هو الإسلام لقوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ) (٤) ، قوله : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ) (٥) . و (مِن) تبعيضية أي من جملة الأئمّة الذين هم دعائم الدِّين . والأركان جمع ركن ، وهو لغةً جانب البيت ، وكثيراً يُستعمل في معنى الاسطوانة والدعامة فيستعار أيضاً فيما أشرنا إليه .
وفي الكلام إشارة إلى أنّ الدِّين لا يكمل إلّا بولاية الإمام ، والإيمان لا يتحقّق إلّا بمحبّة ذرّية سيّد الأنام ، وقد تواترت بذلك الأخبار من النبيّ صلىاللهعليهوآله وعترته المعصومين الكرام ، ففي بعضها عن الرضا عليهالسلام : (أنّ الإمامة زمام الدِّين
________________________
١ ـ راجع المنجد في اللغة ص ٢١٦ مادّة (دعا) وقال : (دِعَامَةُ القوم : سيّدهم) . وقال الفيومي في المصباح المنير ص ١٩٤ : (الدِعامَةُ بالكسر ما يُستندُ به الحائط إذا مالَ يمنعُهُ السقوط) .
٢ ـ الكافي ج ٨ ص ٢١٢ .
٣ ـ الكافي ج ١ ص ٢٥ .
٤ ـ آل عمران : ١٩ .
٥ ـ آل عمران : ٨٥ . وذيل الآية (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .