اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ .
وهو نوح بن لمك (١) الملقّب بشيخ الأنبياء ، بنجيّ الله ، لأنّ الله نجّاه من الطوفان بما أمره به من صنع السفينة كما قال : (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا) (٢) . وقصّته معروفة .
وهو أحد أُولي العزم من الرُّسل ، وهم على المشهور خمسة : نوح ، وإبراهيم ، وموسىٰ ، وعيسىٰ ، ومحمّد ، لأنّ كلّاً منهم أتىٰ بعزم وشريعة ناسخة لشريعة مَنْ تقدّمه (٣) ، وعن بعض أنّهم نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسىٰ ومحمّد .
________________________
١ ـ هو نوح بن لامك بن متو شالح بن أخنوخ بن يارد بن مهلئيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر . (راجع قصص الأنبياء ، لعبد الوهاب النجّار ص ٣٢) .
٢ ـ المؤمنون : ٢٧ .
٣ ـ روىٰ شيخنا الصدوق في علل الشرائع ج ١ ، ص ١٤٩ ، ح ٢ باب ١٠١ ، ط : بيروت الأعلمي ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : «إنّما سمّي أولوا العزم أولي العزم لأنّهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع ، وذلك أنّ كلّ نبيّ كان بعد نوح عليهالسلام كان على شريعته ومنهاجه ، وتابعاً لكتابه إلى زمان إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وكلّ نبيّ كان في أيّام إبراهيم وبعده كان على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن موسى عليهالسلام ، وكلّ نبي كان في زمن موسى عليهالسلام وبعده كان على شريعة موسىٰ ومنهاجه ، وتابعاً لكتابه إلى أيّام عيسىٰ عليهالسلام وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته ، وتابعاً لكتابه إلى زمن نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله ، فهؤلاء الخمسة هم أولوا العزم ، وهم أفضل الأنبياء والرسل عليهمالسلام ، وشريعة محمّد صلىاللهعليهوآله لا تنسخ إلى يوم القيامة ولا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ، فمن ادّعىٰ بعد نبيّنا أو أتىٰ بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكلّ مَن سمع ذلك منه» .