فإنْ رأيتُ حسناً جميلاً حمدتُ الله على ذلك ، وإنْ رأيتُ غيرَ ذلك استغفرتُ الله لكم)(١) .
وكيف كان فعلى الزائر أنْ يذعن بحياتهم عليهمالسلام وحضورهم ، وإحاطة علمهم بأحوال شيعتهم ، وأطوارهم وحركاتهم وسكناتهم وجميع تنقّلاتهم(٢) فليراع الأدب عند زيارتهم ، وليكن بين يديهم خاشعاً خاضعاً ضارعاً مسكيناً مستكيناً كالعبد الذليل الواقف بين يدي مولاه الجليل ، كيف وهم موالي الخلق والخلق كلّهم عبيد لهم عبيد الطاعة كما في بعض الأخبار ، بل عبيد الرق كما عن بعض الأخبار .
بقي الكلام في مواضع ثلاثة :
الأوّل : في تفسير السلام فقد اختلفت فيه أقاويل الأعلام على وجوه :
منها : إنّه مأخوذ من سلم الآفات سلامةً أي سلمت من المكاره والآفات(٣) وإليه يرجع ماقيل من أنّه دعاء بالسلامة لصاحبه من آفات الدُّنيا وعذاب الآخرة وضعه الشارع موضع التحية والبشرىٰ بالسلامة وكذا ماقيل من أنّه من السلامة من الأذى(٤)
________________________
١ ـ بصائر الدرجات : ص ٤٤٤ ، ح ٤ ، ط : مكتبة المرعشي .
٢ ـ عن محمّد بن مسلم قال : سألته عن الأعمال هل تُعرض على النبيّ ؟ قال : ما فيه شك ، قلت له : أرأيتَ قول الله تعالى : (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) . قال : إنّهم شهود الله في أرضه .
وأيضاً عن بُريد العجلي قال : كنتُ عند أبي عبدالله عليهالسلام فسألته عن قوله تعالى : (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) قال : إيّانا عنى .
راجع بصائر الدرجات : ص ٢٢٤ وص ٤٢٧ ، ط مكتبة المرعشي النجفي .
٣ ـ راجع لسان العرب ج ٦ ، ص ٣٤٣ ، ط : بيروت .
٤ ـ نفس المصدر .