كما في قوله : (فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ)(١) أي لايؤذونكَ كما يؤذيكَ غيرهم وأنت خبير بأنّ هذا المعنى لا يُناسب المقام إلّا أنْ يتكلّف بجعله دعاء لشيعته ومحبّيه .
ومنها : إنّه * مأخوذ من السلام الذي هو اسم من أسماء الله(٢) كما قال : (السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ)(٣) ، وقال : (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ)(٤) أي دار الله على أحد الوجهين سُمّي به لسلامته وتنزهه عن نقائص الإمكان ، أو لأنّ أفعاله صواب وسداد لا يعتريها النقصان ، أو لأنّه مسلم ومؤمن لكلّ مَن التجأ إلى ما به من مكاره الحدثان ، وحافظ على كلّ مَن توجّه إلى جنابه بوسيلة الإيمان ، فالمعنى : اللهُ عليك أي حافظ لأسرارك المستترة ، وعلومك المكنونة المخزونة من أنْ تنالها أيدي الجهلة أو عاصم لك من الرِّجس والسهو والخطأ ، ومن كلّ ما يكره من المعائب والنقائص ، وقد يقال : إنّ المراد اسم السلام عليكَ أي اسم الله عليك فإن أُريد به ما ذُكِر وإلّا فلا معنى له ولذا حملوا قول الشاعر اسم السلام عليكما على الزيادة ، وربما يتكلّف لتصحيحه بما لا حاجة إليه .
ومنها : إنّه من السلم وهو الصلح كما قال : (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ)(٥) ، وقال :
________________________
١ ـ الواقعة : ٩١ .
* ـ أي السلام .
٢ ـ لسان العرب : ج ٦ ، ص ٣٤٣ .
٣ ـ سورة الحشر : ٢٣ .
٤ ـ سورة الأنعام : ١٢٧ . راجع تفسير مجمع البيان للطبرسي ج ٤ ، ص ٤٥٣ ط : التاريخ العربي .
٥ ـ سورة الأنفال : ٦١ ، وذيل الآية الشريفة : (فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .