فبحساب هذه الهيئة ، تكون الأفلاك التسعة على الشكلية البصلية كالزجاج : لا تقبل الخرق والالتيام.
ولقد نسفت هذه الهيئة بأسطوراتها منذ زمن بعيد ، بالناسفات القرآنية والعلمية معا ، ثم خلفتها بعض النظريات في غزو الفضاء ، إذ ما كانت تعرف سرعة أكثر من مائة ك. م في الساعة ، وغزو الفضاء يتطلب ـ لأقل حدوده ـ ١١ ك. م في الثانية ، حتى نسفها اختراع الاغلفة المختلفة التي يحافظ على طائرات وصواريخ تسير بسرعة ٢١ ك م في الثانية.
ثم بقيت هناك في السرعة المعراجية مشاكل تحول دون تصديقها علميا ، كمشكلة السرعة والحرارة ، فالسرعة ـ ولا سيما الخارقة المعراجية ـ تخلق حرارة تناسبها ، لحد تصبح المركبة كأنها الحرارة نفسها ، وفي القمة التي لا يبقى اي عنصر كنفسه ، وكذلك تصطدم بالشهب والنيازك النارية ، وبنيازك الهواء نفسها ، فالمركبة المعراجية اضافة الى تبدلها بحرارة فوق التصور ، تقصف ببليارات من قاذفات النيازك الشهابية ، والهوائية ، مما تقلل عن حركتها وتعرقل دون سرعتها وتفجرها في طريقها ، فهذه من ناحية.
ومن جهة أخرى ، فان النظرية النسبية لأنيشتين تفيد : أن أقصى سرعة ممكنة في الكون هي سرعة الضوء : ٣٠٠٠٠٠ ك. م في الثانية (١) ويبرهن هو
__________________
(١) يقول انيشتين : «ان كتلة تصور مجموعة من الأجسام يمكن ان يعتبر دليلا على مقدار طاقتها ، وعلى ذلك يصبح قانون بقاء كتلة مجموعة ما مطابقا لقانون بقاء الطاقة للمجموعة نفسها» (النظرية النسبية الخاصة والعامة لألبرت انيشتين ـ ترجمة دكتور رمسيس شحاتة ص ٤٨).
ويقول : «ان طاقة الحركة هو لنقطة مادية تتحرك لم يحددها المقدار المعروف ك ع ٧ / ٧ بل يعبر عنها بالتعبير ك ح ٣ / ع ٣ / ح ٢ وهذا المقدار يقترب مما لا نهاية له كلما اقتربت السرعة ـ ع ـ من سرعة الضوء ـ ح ـ وعلى ذلك يجب ان تظل السرعة دائما أقل من ـ ح ـ مهما كبرت العجلة» (المصدر ص ٤٦) والنتيجة ان : اي جسم مادي لا يمكن ان يساوي في سرعته سرعة الضوء.
(الفرقان ـ م ٢٧)