أن يسمي بعضنا بعضا بما يدل على ذم بسوء (١) ، وإنما الألقاب الطيبة الحنونة هي التي تليق بالتبادل بين المؤمنين ، مهما كانت هناك سيئات ، فالمؤمن يستر القبيح ويظهر الجميل ، كما الله ، تخلقا بأخلاق الله ، ولقد غير رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ألقابا مزرية تبقّت من الجاهلية للبعض ممن آمن ، بأسماء أو ألقاب طيبة ، ذودا عن كرامة المؤمنين ما يزريهم ، فليلتزم المؤمن اسم الايمان لنفسه وأنفسه المؤمنين ، فإنه أنفس من أي نفيس ، فضلا عن أن يتنابز بالألقاب السوء ، ف : (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) : ان تنبز أخاك بلقب يجانب الايمان ، اسم هو وصم الفسوق اللّاإيمان ، ومن ثم تتّسم أنت المنابز أيضا باسم الفسوق بعد الإيمان ، لأنك فسقت عن شريطة الايمان ، فعليك أنت المنابز ، وذلك الساخر أو اللامز ، عليكم أن تتوبوا إلى الله :
(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) : أنفسهم وإخوانهم ، حيث انتقصوا سواهم سخرا أو نبزا أو لمزا ، فنقصوا ـ هم ـ عن أنفسهم كمال الايمان ، فالله هو المستعان.
ثم وليست السخرية واللمز والنبز دائرة مدار الواقع المعلوم ـ فقط ـ فإن كثيرا من الظن السوء حرام لأن بعض الظن إثم :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ..)
__________________
(١) عيون أخبار الرضا (ع) في حديث له لما قيل له في شعر : أنشدنيه ابو العتاهية لنفسه قال : هات اسمه ودع هذا ـ ان الله سبحانه يقول : ولا تنابزوا بالألقاب.
وفي الدر المنثور ـ اخرج جماعة من الجامعين عن أبي جبيرة بن الضحاك قال : فينا نزلت في بني سلمة (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) قدم رسول الله (ص) المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان او ثلاثة فكان إذا دعا أحدهم باسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول الله (ص)! انه يكره هذا الاسم فأنزل الله : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ).