عينه ومرآته ودليله ، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه» (١) ف «ان المؤمن ينظر بنور الله ان الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته وأخذ ميثاقهم بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه ، فالمؤمن أخو لأبيه وامه ، أبوه النور وامه الرحمة ، وانما ينظر بذلك النور» (٢).
هكذا أخوّة تقتضي بينهم عموم التآزر في عامة الحياة ، دون اي تنافر وتناحر ومن ثم إذا شذّت طائفتان منهم فاقتتلوا ، فإخوة الباقين معهم تقتضي محاولة الإصلاح الصارم أيا كان الثمن ولو بالقتال مع الباغية حتى تفيء الى امر الله ، دون اغتنام فرصة لاخذ الغنيمة ، ولا ان يجهز على جريح منهم او يقتل أسير ، او يتعقب مدبر ترك المعركة ، حيث الهدف من قتالهم إصلاحهم ، وانما تدور المعركة بين سائر المؤمنين وبين المقتتلين حول فلك الإصلاح الاخوي بدافع الايمان دون المعارك الأخرى كما بينهم وبين الكفار ، فان لها شروطها واحكامها الاخرى.
(وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) فتقوى الله زاد المؤمنين الإخوة في إخوتهم ، وزادهم في إصلاحهم بين اخويهم ، فهي زادهم في مبدئهم وفي معادهم ، يعيشونها على طول الخط.
فكل مفاصلة بين المؤمنين هي خلاف الايمان ، وخلاف على كتلة الايمان ، كمن يهرفون بما لا يعرفون ان جماعة الشيعة الامامية مشركون ، ام تاركون الكتاب ام ماذا؟ من افتراءات اختلقها الاستعمار الكافر ، واستغل في ذلك جهل جماعة بعيدين عن سائر إخوتهم المؤمنين ، ثم أخذ ينفج وينفخ في ابواق الخلافات
__________________
(١) المصدر باسناده الى الحارث بن المغيرة عنه (ع) : ..
(٢) بصائر الدرجات باسناده عن معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله (ع) جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟ قال (ع) : وما هو؟ قال : ان المؤمن ينظر بنور الله ، فقال : يا معاوية؟ ان الله ..