حتى جعل من فريقي المسلمين مسلمين وغير مسلمين ، يري كل أخاه بالخروج عن الدين ، فلتقطع ألسنة حداد توسّع هذه الخلافات ، ولتكسر أقلام تزيدهم عداء فعناء ، ولتوحد كلمة المسلمين على دعائم الإسلام ، دون ان يحملهم مختلف الاجتهادات على مباغضات ، فللمخطئ اجر واحد وللمصيب أجران ، ثم للمفرق أوزار تحمله الى النار ، وكما هو يشعل النار بين المؤمنين الإخوة ، فإذ نؤمر ان ندعوا اهل الكتاب الى كلمة سواء : (يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (٣ : ٦٤) فأحرى بنا ونحن مسلمون أن يدعو بعضنا بعضا الى هذه السواء على سواء ، وان نصلح بين اخوينا ونتقي الله لعله يرحمنا (١)
__________________
(١) فقولة من تسمى شيعيا لأخيه المتسمى سنيا : أنت من أهل النار إذ لست من أهل الولاية قولة فارغة هراء ، كما ان قولة الآخرين للأولين : أنتم مشركون تعبدون الأوثان هراء فارغة ، فلما ذا هم مشركون؟ ألأنهم يقبلون ضريح الرسول حبا له؟ فهلا تقبلون أنتم أولادكم وأحباءكم حبا لهم ـ ثم وليس التقبيل عبادة مهما كان ـ وحتى إذا قبل رجل أحد من الأولياء احتراما له فانه محرم وليس شركا ، فمن قال لكم ان الشيعة الامامية يقبلون ضريح النبي عبودية له ، اللهم الا الاستعمار الذي هو من النفاثات في العقد ، وهل يقبل عاقل ان جماعة من المؤمنين جاءوا من آلاف الكيلو مترات لعبادة الحديد؟ ان هذا الا افك مفترى!.
ثم نقول للأولين لماذا تجانبون إخوتكم في الايمان فتجنبون عن الصلات معهم او مصافحتهم او تحادثهم ، فقد يقولون ان جهالا منهم يمسون من كرامتنا لماذا نقنت في صلاتنا ، ولماذا لا نتكتف ام ماذا؟ فنقول للآخرين : هذه عقيدة المذهب هم تابعوها ، كما ان لكم غيرها وأنتم متبعوها ، فليس لمقلد في مذهب ان يعترض على مقلد في مذهب آخر لماذا لست على مذهبي ، وانما للمجتهدين ان يجادلوا مع بعض وبالتي هي احسن.
ومن طريف المناظرة ان شرطيا قبض على شيعي في الحرم المكي المبارك وأخذه الى مركز الشرطة وهو كان يقرأ القرآن ، قائلا له : لماذا تقرأ هذا الكتاب؟ قال : انه القرآن وهل ان ـ