فضلا عما بينهم وبين الكافرين ، فليكونوا مع هؤلاء ضد أولاء عدلا وايمانا ، فما ذا ترى في دويلة تدعي الايمان النضال ، تم تدخل معركة الاقتتال بين مسلمين ومسيحيين صهاينة ، ثم لا تحارب إلا المسلمين لصالح الصليبيين الإسرائيليين ، وتسمي هذه الوحشية العارمة إصلاحا؟ أنا لا أدري ، اللهم ارجعنا إلى الإسلام واجمع شمل المسلمين ، واجعلنا كما أمرتنا أخوة مؤمنين :
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
انه ليس الايمان ـ فقط ـ علاقة شخصية بين المؤمن وربه ، بل وعلاقة أخوية جماعية أيضا بينه وبين سائر المؤمنين ، بل وليست بينهم أية علاقة ورباط إلّا أخوة ايمانية ، كل ذلك بدافع الايمان وسناده ، يلمح له الحصر : «انما» التي تحصر كافة المناسبات بين المؤمنين بالأخوة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) لا «إنما الأخوة المؤمنون» فإن هناك أخوّات أخرى بين سائر الناس ليست بالتي تحصر مناسباتهم بالأخوة الألفة الخلة ، بل وتتبدل ـ وعلى أقصى الحدود بعد الموت ـ بالعداوة (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (٤٣ : ٦٧) وإذا كانت هذه حالة الخلة غير الايمانية ، فما هي حالة سائر الأخوات التي لا تستلزم الخلة؟.
إن اخوّة الايمان تشريعية ، وواقعية بدافع الايمان ، يؤمر المؤمن أن يؤصلها في حياته الجماعية لحد لا تبقى بين المؤمنين إلا الأخوة ، وليست هي الأخوة الخلقية كما بين الناس أجمعين ، ولا أخوة القرابة الشرعية التي تحرم فقط النكاح ، ولا الإقليمية او العنصرية او الحزبية ام ماذا من اخوّات غير ايمانية ، فانها ليست لزاما بين هكذا إخوة من حيث الالفة والمحبة ، ولا ان مناسباتهم محصورة في الاخوة ، اللهم الا اخوة الايمان ف : «المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في ساير جسده ، وأرواحهما من روح واحدة وان روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها» (١) ف «هو
__________________
(١) اصول الكافي باسناده الى أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (ع) يقول : ..