إنه صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يخل عن أخطاء! أم ماذا؟.
وليتهم فكروا في محتد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، على ضوء القرآن نفسه ، وآية الذنب نفسها ، ولغة الذنب وبيئته ، لكي يعرفوا أنه ذروة الطاعة هنا لحدّ يحققها كمرامها الفتح المبين.
فإنه أمر أن يكون أوّل من أسلم ، أوّلية الأولوية في الإسلام : (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ... قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (٦ : ١٥) فهل خالف ولم يخف؟ كلّا فإنه أوّل العابدين : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٤٣ : ٨١) وهل ينسب هكذا عصيان إلى أول العابدين؟ وكل عصيان غواية: (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) (٢٠ : ١٢١) وقد نفيت عنه الغواية : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) (٣ : ٥٣) وكل عصيان من سلطان الشيطان : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) (١٥ : ٤٢).
.. ثم وهو شهيد الشهداء يوم الدنيا ويوم الدين : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) (١٦ : ٩٢) وأخيرا (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٦٨ : ٤) وترى الخلق العظيم عند الله وهو إله العظمة في الخلق ، هل يناسبه العصيان العظيم؟! ووحدة الذنب : (ذَنْبِكَ) تلميحة أو تصريحة بوحدة العصيان ـ لو كان ـ عصيان بوحدته يشمل زمن
__________________
ـ وآيات عدة تنص ان الله غفر لهما قبل الفتح بألوف من السنين!
وقائل بالتقدير ، ان لو كان لك ذنب قبله أو بعده لغفر الله لك.
وقائل انه دعاء له بالغفر ، وهل ان الله يدعو لعبده ان يغفر ذنبه ومن يغفر الذنوب الا الله؟! وقائل انه ترك الاولى ، والحق ان تركه وما سبقه من تأويل اولى ، فانها تأويلات رديئة تشوه وجه القرآن!.