على طول الخط ، والماء هنا مثل للحياة المبتلاة بزرع واصفرار وحطام ولكنه باق لا يفنى فكذلك الحياة مهما تغيرت الأحوال باخضرار واصفرار!
(أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٢٢).
أولوا الألباب هم الذين شرح الله صدورهم للإسلام فهم على نور من ربهم ، كما استناروا بأنوار فطرهم وعقولهم ، آيات أنفسية ومن ثم الآفاقية ، (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) حيث قست فما تنورت لا استنارة منهم ولا إنارة من ربهم (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) يبين بمظاهر الأقوال والأفعال.
(أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ ...) خير أم القاسية قلوبهم من ذكر الله؟ لا يستويان! (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) حيث تقسوا فلا تلين منه فتطمئن.
الصدر هو برّانية القلب ، كما العقل هو برانية الصدر ، فإذا كمل العقل تم اللب ، وإذا تم اللب انشرح الصدر ، وإذا انشرح الصدر تنور القلب وهو آخر المطاف في السلوك إلى الله.
وكما القلب هنا وفي أمثاله هو قلب الروح ، كذلك الصدر واللّب والعقل ، مهما كان كل في مكانه من سميّاته ، فالعقل في المخ واللب في عمقه ، والصدر في الصدر والقلب في القلب ، وكل من جنبات الروح حيث يعمها ويحلّق عليها وهي درجات فوق بعض.
واردات القلوب هي من صادرات الصدور ، تصدر عنها إليها فتقلّبها ، إن خيرا فنور وإن شرا فظلام ، فانشراح الصدر بالحق هدى وضيقه عن الحق ضلال : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ