هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٤٤) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤٦) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٤٧)
آيات خمس ذات دلالات على وحدانية المبدإ الخالق المدبر المعبود وإمكانية ولزوم المعاد ، نعيشها طول حياتنا ليل نهار ونحن عنها غافلون.
(وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ)(٣٣)
الأرض الميتة بموتتها الأولى قبل حياتها ، وبموتات لها تترى ، إنها آية لميتاتهم ، أولاها لأولاها وأخراها لأخراها : «أحييناها» عن موتتها الأولى ، ويستمر إحياءها طول كونها قبل قيامتها الكبرى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٤١ : ٣٩) أفلا يدل هذا الواقع المكرور على إمكانية إحياءكم بعد موتكم؟ ومن ثمّ على لزومها في ميزان العدل والفضل كما (وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) فذلك الحب الكامن في الأرض لا يخرج ليؤكل إلّا بإحياء الأرض بالماء ، وكذلك معادن الإنسانية وكنوزها