تكلّف الزيادة ، فصيحة واحدة تأخذهم إماتة ، وصيحة واحدة تحضرهم لدى ربهم إحياءة!
أترى ليسوا هم أولاء هم محضرين عند ربهم حتى يصبحوا في الأخرى محضرين؟ ... بلى قد كانوا ولكنهم في امتحان الإختيار ، ثم هم يوم الأخرى ليس لهم إمتحان ولا إختيار ، فهم فيها (جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) حضورا مطلقا بعد ما كانوا عنده بمطلق الحضور ، وأين حضور من حضور؟
حضور قد يتخلف عن مرضاته وليس فيه هناك حساب ولا عقاب ، وحضور لا يتخلف وفيه الحساب فالعقاب أو الثواب.
و «جميع» تجمع الأولين والآخرين خروجا عن خصوص الكافرين : قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى يوم الدين ف «ذلك يوم الجمع» أم يخص الكافرين حيث المحضر تلمح لحضور مكره ، وليس في حضور المؤمن لذلك المحضر اي مكره! وآيات «المحضرين» تخص الكافرين.
(فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(٥٤).
لا تظلم نفس انتقاصا في ثواب يستحقه بفضل الله كما وعد ، أم في عقاب بزيادة فإنه بعدل الله كما أوعد ، وعلى اية حال ف (لا ظُلْمَ الْيَوْمَ) فلا نفس تظلم نفسها حيث الحقائق مكشوفة والظلم نتاج الجهل او الجهالة ، ولا أية نفس تظلم غيرها ـ وكذلك الأمر ـ ولا أن الله يظلم نفسا ، فإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، فلا المظلوم يوم الدنيا يظلم في الأخرى ألا يقتص من ظالمه كما يحق ، ولا الظالم يظلم ان تزداد عقوبته على ظلمه ، فالجو هناك جو العدل والفضل ، وفي «اليوم» لمحة باهرة بانحصار الظلم في حياة