خلقه ، ثم يعبد خلق من خلقه وهو في أحسن تقويم ـ يعبد بعلا وهو في أدون تقويم ، لأنه جماد فهو أدنى من نبات هو أدنى من حيوان هو أدنى من جان هو أدنى من إنسان ، فما هذه الدنائة في الدعوة (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ)؟.
(فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٢٧) هم كلهم ، من المكذبين وسواهم ، إحضارا للحساب ، فإلى ثواب أو عقاب ، (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ)(١٢٨) إذ لا سؤال عنهم يوم السؤال ف (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ. إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ).
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ)(١٢٩) دعوته ورسالته ، حيث المرسلون ـ تلو بعضهم لصق بعض ـ يتناصرون في الدعوة الرسالية دون خمول ولا فتور.
(سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (١٣٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)(١٣٢).
ترى من هو «ال ياسين» دون مدّ كما في بعض القراآت وهي المثبتة في القرآن؟ ومن هو «آل ياسين» مدا كما في قراءة آخرين؟ (١)
فهل هو «إلياس (٢)» السابق ذكره ، وكما يقتضيه الترتيب في إبراهيم وموسى وهارون؟ فلما ذا ـ إذا ـ «إل ياسين» دون إلياس المذكور قبله وفي الأنعام : (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (٨٥)! ولماذا بعد الفصل بين «إل وياسين»؟
__________________
(١) المد هو قراءة نافع وابن عامر ويعقوب وزيد بن علي وابن عباس وعمر بن الخطاب والكسر قراءة آخرين.
(٢) الدر المنثور ٥ : ٢١٦ ـ اخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال : هو الياس.