وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (٦ : ٢٥).
فكما ينزّل الله من السماء ماء فينبت لهم به زرعا مختلفا ألوانه ، كذلك ينزل ذكرا ونورا تتلقاه الصدور المنشرحة فتلقيها إلى القلوب الحية ، دون الصدور الحرجة الضيقة ، والقلوب المقلوبة القاسية ، فأين قاسية مظلمة من منشرحة نيّرة؟
أترى ما هي علامة الإنشراح والنور؟ إنها على المروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل حلول الفوت» (١).
ف «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وأن أبعد الناس من الله القلب القاسي» (٢).
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٤٨٥ ح ٤٠ عن روضة الواعظين للمفيد روي ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ ...) فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ان النور إذا وقع في القلب انفسخ له وانشرح ، قالوا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! فهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): التجافي ... وفي الدر المنثور ٥ : ٣٢٥ اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قالوا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! فهل ينفرج الصدر قال نعم قالوا هل لذلك علامة قال نعم التجافي ... وفيه اخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الآية فقلنا يا رسول الله كيف انشراح صدره قال : إذا دخل النور القلب انشرح وانفسخ قلنا فما علامة ذلك قال: الانابة ...
(٢) الدر المنثور ٥ : ٣٢٥ ـ اخرج الترمذي وابن مردويه وابن شاهين في الترغيب في الذكر والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تكثروا ... وفيه اخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه ـ