يروى عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) انه سجد في «ص» وقال : «سجدها داود ونسجدها شكرا» (١).
(وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)(٢٧).
لأن خلق الباطل هو خلق باطل وهو خلاف الحكمة ، وأن فرض الأعمال يوم الدنيا دونما جزاء ، ثم لا حساب بعد الموت ، ذلك يشي إلى بطلان خلق الكون ، لذلك ينفيه هنا ، وأن (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله واليوم الآخر ، حيث الإيمان بالله يقتضي الإيمان باليوم الآخر (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ).
هنا «باطلا» تضرب إلى ثالوث البطلان : (ما خَلَقْتَ) حالكوني باطلا ـ وخلقي باطلا ـ والسماوات والأرض باطلا ، فبطلان الألوهية الحكيمة ينتج خلقا باطلا ، وكونا باطلا ، وفي ذلك إبطال الألوهية ، فنكران يوم الحساب نكران للألوهية وحتى لو كان معه شريك أو شركاء.
بل هو الحق ، وخلقه حق ، والكون مخلوق بحق ، مما يتطلب خليفة في الأرض يحكم بالحق (أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ).
(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)(٢٨).
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٣٠٤ ـ اخرج النسائي وابن مردويه بسند جيد عن ابن عباس ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ... وفيه اخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يسجد في (ص) حتى نزلت (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) فسجد فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).