المؤمنين)!
وإذا كانت «آل» مدا ، والكتب المتواتر من القرآن دون مدّ ، فهل ليس ذلك تحريفا في الذكر الحكيم؟ كلّا فان قراءة المدّ مروية عن الأربعة الكبار وعليها إجماع أئمة أهل البيت عليهم السلام.
فقد اختص آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسلام عليهم ضمن السلام على هؤلاء النبيين الكرام ولم يسلم على آلهم ، وكما اختص الرسول وآله بالصلاة عليهم بين الأمة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(١).
(وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)(١٣٣) وهو ابن اخي إبراهيم (عليه السلام) ومن دعاة رسالته ، وقد نجاه الله في رسالته عما نزل بقومه (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) هي امراته الغابرة في كفرها ، الغائرة مع الغابرين (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) ومنهم (عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ).
(وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ) على آثارهم الخاوية (مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا
__________________
(١) وفي عيون الاخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفي أثنائه قال المأمون فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن قال ابو الحسن (عليه السلام) نعم اخبروني عن قول الله تعالى (يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ...) فمن عنى بقوله «يس» قالت العلماء : محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يشك فيه احد قال ابو الحسن (عليه السلام) فان الله عز وجل اعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ احد كنه وصفه إلا من عقله وذلك ان الله عز وجل لم يسلم على احد الا على الأنبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك وتعالى (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) وقال (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ) وقال (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) ولم يقل سلام على آل نوح ولم يقل سلام على آل ابراهيم ولم يقل سلام على آل موسى وهرون وقال «سلام على آل يس» يعني آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال المأمون قد علمت ان في معدن النبوة شرح هذا وبيانه.