السعي في حاجيات الحياة معنوية ومادية بما سعى له فيهما ودرّبه ، فهو في لمعان الكمال ونوسان الاستكمال ، يؤمر بذبحه لا لشيء منهما يستحقانه حتى يوجّه ذبحه بوجه ظاهر (إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ)!
والرواية القائلة أن الذبيح هو إسحاق إسرائيلية تخالف نص القرآن إذ يبشره بإسحاق بعد قصة إسماعيل (١).
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) تنادى بمعية السعى حتى بلغ ، وبمعيته لإبراهيم كما سعى في دعوته ، فليس ـ فقط ـ أنه بلغ السعى لحاجياته الشخصية مهما كانت شاخصة ذات أهمية ، بل ومع إبراهيم في (ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) وهو لما عمل مثل عمله» (٢)
__________________
(١) اختلاف الروايات من الفريقين في «من هو الذبيح إسماعيل ام إسحاق» تقطعه الآيات حيث البشارة بإسحاق تاتي بعد قصة الذبيح بكاملها ، وهذه من الهرطقات الاسرائيلية ان إسحاق هو الذبيح لينحّوا فضلا عن إسماعيل الى إسحاق ، كما روى ابن بابويه باسناده عن داود بن كثير الرقي قال قلت لابي عبد الله (عليه السلام) أيهما اكبر إسماعيل او إسحاق وأيهما كان الذبيح؟ فقال (عليه السلام) : إسماعيل كان اكبر من إسحاق بخمس سنين وكان الذبيح إسماعيل وكان مكة منزل إسماعيل وإنما أراد ابراهيم ان يذبح إسماعيل ايام الموسم بمنى ... اما تسمع لقول إبراهيم حيث يقول : رب هب لي من الصالحين ، انما سأل الله عز وجل ان يرزقه غلاما من الصالحين وقال في سورة الصافات : فبشرناه بغلام حليم يعني إسماعيل من هاجر قال ففدى إسماعيل بكبش عظيم فقال ابو عبد الله (عليه السلام) (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ) يعني بذلك إسماعيل قبل البشارة بإسحاق فمن زعم ان إسحاق اكبر من إسماعيل وان الذبيح إسحاق فقد كذب بما انزل الله عز وجل في القرآن من نبإهما(تفسير البرهان ٤ : ٣٠ ح ٥).
(٢) نور الثقلين ٤ : ٤١٩ ح ٦٧ في عيون الاخبار عن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال سالت أبا الحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام) عن معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : انا ابن الذبيحين؟ قال : يعني إسماعيل بن ابراهيم ـ