عن الايمان فطريا يستحق به القتل فليقتله به (١)! ولعمر إلهي الحق ليس ذلك إلا تسفيرا للقرآن عن مغزاه ومرماه وليس تفسيرا (٢) ، فإن هي إلا قولة الذي هو عدوّ لهما ، ولم تكن القتلة السابقة مما تخفى ـ وهي القاتلة ـ من داعية إسرائيلي رباه فرعون عمرا من قبلها ، فشاعت في المدينة ، والقتلة المكررة من داعية تجعله جبارا في الأرض وتنفي عنه كونه مصلحا فيها ، حسب الظاهرة في بداية الدعوة.
وهذه شيمة شنيعة من المتجبرين المستكبرين ان الدفاع عن الظلم إفساد وجبر ، حتى ليسمي القبطي دفاع موسى عن الاسرائيلي تجبرا في الأرض يطارد الإصلاح!.
فقد تفسد الفطرة العامة الإنسانية لحد يرون الظلم فلا يثورون عليه ، بل وينكرون على الثائرين ضد الظلم ، إذ لا يعطون حق الدفاع للمظلومين المضطهدين ، وفوق كل ذلك يسمون الدافع عنهم وعن الظلم (جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ) كما قاله القبطي ، لأنهم ألفوا الطاغية تطغى ولا ثورة ضده ،
__________________
(١) بحار الأنوار ١٣ : ٢٧ القمي عن أبي جعفر (عليه السلام) في رواية القصة .. فلما كان من الغد جاء آخر فتشبث بذلك الرجل الذي يقول بقول موسى فاستغاث بموسى فلما نظر صاحبه إلى موسى قال له : أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس فخلى صاحبه وهرب ..
أقول : وهذا هو الصحيح الملائم للآية.
(٢) نور الثقلين ٤ : ١١٩ في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (عليه السلام) فقال له المأمون ... ـ إلى أن قال ـ : (قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) قاتلت رجلا بالأمس وتقاتل هذا اليوم لأؤدبنك وأراد أن يبطش به (فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما) وهو من شيعته (قالَ يا مُوسى ...)!
أقول كيف هو من شيعته وهو عدو لهما أي موسى والقبطي أن هذا إلّا بهتان مبين!