ابلغ فانّه يفيد انّ المستأذن مؤمن لا محالة وانّ الذّاهب بغير إذن ليس كذلك تبينهاً على كونه مصداقاً لصحة الإِيمان ومميّزاً للمخلص عن المنافق وتعظيماً للمجرم فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ ما يعرض لهم من المهام وفيه أيضاً مبالغة وتضييق للأمر فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ تفويض للأمر الى رسول الله صلّى الله عليه وآله وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ بعد الاذن فانّ الاستيذان ولو لعذر قصور لأنّه تقديم لأمر الدنيا على امر الدّين إِنَّ اللهَ غَفُورٌ لفرطات العباد رَحِيمٌ لتيسير.
القمّيّ : نزلت في حنظلة بن أبي عيّاش وذلك انّه تزوّج في اللّيلة التي كان في صبيحتها حرب أحد فاستأذن رسول الله صلّى الله عليه وآله أن يقيم عند اهله فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ فأقام عند اهله ثمّ أصبح وهو جنب فحضر القتال واستشهد فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحائف فضّة بين السماء والأرض فكان سمّي غسيل الملائكة.
(٦٣) لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً القمّيّ قال لا تدعوا رسول الله كما يدعو بعضكم بعضاً.
وعن الباقر عليه السلام قال : يقول لا تقولوا يا محمّد ولا يا أبا القاسم لكن قولوا يا نبيّ الله ويا رسول الله.
وفي المناقب عن الصادق عليه السلام : قالت فاطمة لمّا نزلت هذه الآية هبت رسول الله صلّى الله عليه وآله أن أقول له يا أبة فكنت أقول يا رسول الله فأعرض عنّي مرّة أو اثنتين أو ثلاثاً ثمّ أقبل عليّ فقال يا فاطمة انّها لم تنزل فيك ولا في أهلك ولا في نسلك أنت منّي وأنا منك إنّما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر قولي يا أبةِ فانّها أحيى للقلب وأرضى للربّ قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ يخرجون قليلاً من الجماعة لِواذاً ملاوذة بأن يستتر بعضهم ببعض حتّى يخرج أو يلوذ بمن يؤذن فينطلق معه كأنّه تابعه فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ.
القمّيّ أي يعصون أمره أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ محنة في الدّنيا القمّيّ بليّة أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ قال قال القتل.!