في تفسيرها ليجتهدوا في قمع الشهوة وطلب العفّة بالرياضة لتسكين شهوتهم.
كما قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : يا معشر الشبان من استطاع منكم الباءة فليتزوّج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانّ له وجاء.
أقولُ : الباءة الجماع والوجاء ان تُرضَّ انثيا الفحل رضّاً شديداً يذهب بشهوة الجماع أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء قيل الآية الأولى وردت للنّهي عن ردّ المؤمن وترك تزويج المؤمنة والثانية لأمر الفقير بالصبر على ترك النكاح حذراً من تعبه حالة الزواج فلا تناقض.
أقولُ : بل الأولى حمل الأوّل على عموم النّهي عن تركه مخافة الفقر اللّاحق كما دلّ عليه حديث مخافة العيلة وحمل الثانية على الامر بالاستعفاف للفقر الحاضر المانع خاصّة.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في الآية الثانية قال : يتزوّجون حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ولعلّ معناه أنّهم يطلبون العفّة بالتزويج والإحصان ليصيروا أغنياء وعلى هذا فالآيتان متوافقتان في المعنى إلّا أنّ هذا التفسير لا يلائم عدم الوجدان الّا بتكلّف ويمكن أن يكون لفظة لأسقطت من صدر الحديث والعلم عند الله وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ المكاتبة وهي أن يقول الرجل لمملوكه كاتبتك على كذا اي كتبت على نفسي عتقك إذا ادّيت كذا من المال مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ عبداً كان أو أمة فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً.
في الكافي والتهذيب عن الصادق عليه السلام : أن علمتم لهم مالاً وفي رواية : ديناً ومالاً.
وفي الفقيه عنه عليه السلام : والخير ان يشهد أن لا إِله إلّا الله وانّ محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله ويكون بيده عمل يكتسب به أو يكون له حرفة وفي الكافي عنه عليه السلام سئل عن العبد يكاتبه مولاه وهو يعلم أنّه ليس له قليل ولا كثير قال يكاتبه وإن كان يسأل الناس ولا يمنعه المكاتبة من اجل ان ليس له مال فإن الله يرزق العباد بعضهم من بعض والمؤمن معان وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ أعطوهم ممّا