الغيبة مبالغة في التوضيح واشعاراً بأن الايمان يقتضي ظنّ الخير بالمؤمنين والكفّ عن الطعن فيهم وذبّ الطاعنين عنهم كما يذبّونهم عن أنفسهم.
(١٣) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ قيل استيناف أو هو من جملة المقول تقريراً لكونه كذباً فانّ ما لا حجّة عليه مكذّب عند الله اي في حكمه ولذلك رتّب عليه الحدّ.
(١٤) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لو لا هذه لامتناع الشيء لوجود غيره والمعنى ولو لا فضل الله عليكم في الدنيا بأنواع النعم التي من جملتها الامهار للتوبة ورحمته في الآخرة بالعفو والمغفرة المقدّرين لكم لَمَسَّكُمْ عاجِلاً فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ خضتم فيه عَذابٌ عَظِيمٌ يستحقر دونه اللوم والجلد.
(١٥) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ يأخذه بعضكم عن بعض بالسؤال عنه وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ بلا مساعدة من القلوب ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً سهلاً لا تبعة له وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ في الوزر واستحرار العذاب فهذه ثلاثة آثام مترتبة علّق بها مسّ العذاب العظيم.
(١٦) وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا ما ينبغي وما يصحّ لنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ تعجّب ممّن يقول ذلك فان الله ينزّه عند كلّ متعجب من أن يصعب عليه أو تنزيه لله من أن يكون حرمة نبيّه صلّى الله عليه وآله فاجرة فانّ فجورها تنفير عنه بخلاف كفرها هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ لعظمته المبهوت عليه
(١٧) يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فان الإِيمان يمنع عنه وفيه تهييج وتقريع.
(١٨) وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ الدالة على الشرايع ومحاسن الآداب كي تتّعظوا وتتأدّبوا وَاللهُ عَلِيمٌ بالأحوال كلّها حَكِيمٌ في تدابيره.
(١٩) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.