الّذي يحزنك عليه فما هو إلّا ابن جريح فبعث رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام وأمره بقتله فذهب عليّ عليه السلام إليه ومعه السيف وكان جريح القبطي في حائط فضرب على باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلمّا رأى عليّاً عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعاً ولم يفتح باب البستان فوثب عليّ على الحائط ونزل الى البستان وأتبعه وولّى جريح مدبراً فلمّا خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد عليّ في أثره فلمّا دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فإذا ليس له ما للرّجال ولا له ما للنساء فانصرف عليّ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال له يا رسول الله إذا بعثتني في الامر أكون فيه كالمسمار المحمي في الوبر أمضي على ذلك أم أثبّت قال لا بل تثبّت قال والَّذي بعثك بالحق ما له ما للرجال وما له ما للنساء فقال الحمد لله الذي صرف عنّا السوء أهل البيت وهذه الرواية أوردها القمّيّ بعبارة أخرى في سورة الحجرات عند قوله تعالى إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا وزاد : فأتى به رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال له ما شأنك يا جريح فقال يا رسول الله انّ القبط يحبّون حشمهم ومن يدخل الى أهاليهم والقبطيون لا يأنسون الّا بالقبطيّين فبعثني أبوها لأدخل إليها وأخدمها وأونسها.
أقولُ : انّ صحّ هذا الخبر فلعلّه انّما بعث عليّاً الى جريح ليظهر الحق ويصرف السوء وكان قد علم أنّه لا يقتله ولم يكن يأمر بقتله بمجرّد قول عائشة.
يدلّ على هذا ما رواه القمّيّ في سورة الحجرات عن الصادق عليه السلام : انّه سئل كان رسول الله صلّى الله عليه وآله امر بقتل القبطيّ وقد علم انّها قد كذبت عليه أو لم يعلم وانّما دفع الله عن القبطي بتثبت عليّ عليه السلام فقال بلى قد كان والله علم ولو كانت عزيمة من رسول الله صلّى الله عليه وآله القتل ما رجع علي عليه حتى يقتله ولكن انّما فعل رسول الله صلّى الله عليه وآله لترجع عن ذنبها فما رجعت ولا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها.
(١٢) لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ كما يقول المستيقن المطّلع على الحال وانّما عدل فيه من الخطاب الى