اقولُ : انّما كنّى عن الإِمام الصامت بالبئر لأنّه منبع العلم الذي هو سبب حياة الأرواح مع خفائه الّا على من أتاه كما انّ البئر منبع الماء الّذي هو سبب حياة الأبدان مع خفائها الّا على من أتاها وكنّى عن صمته بالتعطيل لعدم الانتفاع بعلمه وكنّى عن الامام الناطق بالقصر المشيد لظهوره وعلوّ منصبه واشادة ذكره.
وفي المعاني مقطوعاً : أمير المؤمنين هو القصر المشيد والبئر المعطّلة فاطمة وولدها معطّلين من الملك.
والقمّيّ قال هو مثل لآل محمّد صلوات الله عليهم وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ هو الذي لا يستقي منها وهو الامام الّذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره والقصر المشيد هو المرتفع وهو مثل لأمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام وفضائلهم المنتشرة في العالمين المشرقة على الدّنيا وهو قوله لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ* وقال الشّاعر.
بئر معطّلة وقصر مشرف |
|
مثل لآل محمّد مستظرف |
فالقصر مجدهم الّذي لا يرتقي |
|
والبئر علمهم الذي لا ينزف |
(٤٦) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ قيل حث لهم على أن يسافروا ليروا مصارع المهلكين فيعتبروا.
وفي الخصال عن الصّادق عليه السلام : معناه أولَم ينظروا في القرآن فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها ما يجب أن يعقل أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها ما يجب ان يسمع فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ عن الاعتبار اي ليس الخلل في مشاعرهم وانّما أنفت عقولهم باتّباع الهوى والانهماك في التقليد.
في التوحيد والخصال عن السجّاد عليه السلام : انّ للعبد أربع اعين عينان يبصر بهما امر دينه ودنياه وعينان يبصر بهما امر آخرته فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له العينين اللّتين في قلبه فأبصر بهما الغيب وامر آخرته وإذا أراد الله به غير ذلك ترك القلب بما فيه.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : انّما شيعتنا اصحاب الأربعة الأعين عينان