الآية فأمر المؤذّنين ان يأذّنوا بأعلى أصواتهم بأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله يحجّ في عامه هذا فعلم به من حضر بالمدينة وأهل العوالي والاعراب واجتمعوا لحجّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وانّما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون به فيتّبعونه أو يصنع شيئاً فيصنعونه الحديث.
(٢٨) لِيَشْهَدُوا ليحضروا مَنافِعَ لَهُمْ دينيّة ودنيويّة.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : انّه قيل له لو أرحت بدنك من المحمل فقال عليه السلام انّي أحبُّ ان اشهد المنافع الّتي قال الله عزّ وجلّ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ انّه لا يشهدها أحد الّا نفعه الله امّا أنتم فترجعون مغفوراً لكم وامّا غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم.
وعنه عليه السلام : انّه يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض فكان كلّما بلغ الرّكن اليماني أمرهم فوضعوه بالأرض فأخرج يده من كوّة المحمل حتّى يجرّها على الأرض ثمّ يقول ارفعوني فلمّا فعل ذلك مراراً في كلّ شوط قيل له يا بن رسول الله انّ هذا يشقّ عليك فقال إنّي سمعت الله عزّ وجلّ يقول لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ فقيل منافع الدّنيا أو منافع الآخرة فقال الكلّ.
وفي المجمع عنه عليه السلام : منافع الآخرة هي العفو والمغفرة.
وفي العيون عن الرّضا عليه السلام : وعلّة الحجّ الوفادة إلى الله تعالى وطلب الزّيادة والخروج من كلّ ما اقترف وليكون تائباً ممّا مضى مستأنفاً لما يستقبل وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان وحظرها عن الشهوات واللّذات والتقرّب بالعبادة إلى الله عزّ وجلّ والخضوع والاستكانة والذلّ شاخصاً في الحرّ والبرد والامن والخوف دائباً في ذلك دائم وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرّغبة والرهبة إلى الله تعالى ومنه ترك قساوة القلب وجسارة الأنفس ونسيان الذّكر وانقطاع الرجاء والأمل وتجديد الحقوق وخطر الأنفس عن الفساد ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ومن في البرّ والبحر ممن يحجّ وممّن لا يحجّ من تاجر وجالب وبايع ومشتر وكاسب ومسكين وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك