بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ بذهاب عصمته وحبوط عمله بالارتداد ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ إذ لا خسران مثله.
في الكافي عن الباقر عليه السلام : انّه سئل عن هذه الآية قال هم قوم وحّدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله فخرجوا من الشّرك ولم يعرفوا انّ محمّداً رسول الله فهم يعبدون الله على شكّ في محمّد صلّى الله عليه وآله وما جاء به فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وقالوا ننظر فان كثرت أموالنا وعُوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا انّه صادق وانّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وإن كان غير ذلك نظرنا قال الله تعالى فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ يعني عافية في الدّنيا وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ يعني بلاء في نفسه انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ انقلب على شكّه الى الشرك.
(١٢) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ قال عليه السلام : ينقلب مشركاً يدعوا غير الله ويعبد غيره فمنهم من يعرف فيدخل الايمان قلبه فيؤمن ويصدّق ويزول عن منزلته من الشكّ الى الايمان ومنهم من يثبت على شكّه ومنهم من ينقلب على الشرك.
والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : مثله من دون تفسيري الخير والفتنة ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ عن المقصد.
(١٣) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ بكونه معبوداً لأنّه يوجب القتل في الدّنيا والعذاب في الآخرة أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ الّذي يتوقع بعبادته وهو الشفاعة والتوسّل بها إلى الله لَبِئْسَ الْمَوْلى الناصر وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ الصاحب.
(١٤) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ من اثابة الموحد الصالح وعقاب المشرك لا دافع له ولا مانع.
(١٥) مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ وقرء بكسر اللّام فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ قيل معناه أنّ الله