اقولُ : ويأتي تأويل هذا الحديث في سورة الرّحمن.
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : لما نزلت هذه الآية وجد منها أهل مكّة وجداً شديداً فدخل عليهم عبد الله بن الزَبعرى وكفّار قريش يخوضون في هذه الآية فقال ابن الزِّبعرى أتكلّم محمّد صلّى الله عليه وآله بهذه الآية قالوا نعم قال ابن الزبعرى لئن اعترف بها لأخصمنه فجمع بينهما فقال يا محمّد أرأيت الآية الّتي قرأت آنفاً فينا وفي آلهتنا خاصّة أم في الأمم وآلهتهم قال بلى فيكم وفي آلهتكم وفي الأمم وآلهتهم الّا من استثنى الله فقال ابن الزِّبعرى خصمتك والله ألست تثني على عيسى (ع) خيراً وقد عرفت انّ النصارى يعبدون عيسى وامّه ، وان طائفة من الناس يعبدون الملائكة ا فليس هؤلاء مع الآلهة في النار فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لا فضجّت قريش وضحكوا قالت قريش خصمتك ابن الزِّبعرى فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله قلتم الباطل أما قلت إلّا من استثنى الله وهو قوله إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ إلى قوله أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ.
(١٠١) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى الخصلة الحسنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ.
القمّيّ يعني الملائكة وعيسى بن مريم (ع).
(١٠٢) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها صوتها الذي يحسّ به وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ
(١٠٣) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ في الدنيا.
في المجالس عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّه قال لعليّ عليه السلام يا عليّ أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن النّاس ولا تحزنون وفيكم نزلت هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى الآية وفيكم نزلت لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ الآية.