والقمّيّ ما يقرب منه قال وهذا كلّه ممّا لفظه ماض ومعناه مستقبل وهو ممّا ذكرناه ممّا تأويله بعد تنزيله.
(١٦) وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ وانّما خلقناهما تبصرة للنّظار وتذكرة لذوي الاعتبار وتسبيباً لما ينتظم به أمور العباد في المعاش والمعاد فينبغي أن يتبلّغوا بها الى تحصيل الكمال ولا يغترّوا بزخارفها السّريعة الزّوال.
(١٧) لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً (١) ما يتلهّى به ويلعب لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا قيل اي من جهة قدرتنا أو من عندنا ممّا يليق بحضرتنا من الرّوحانيات لا من الأجسام إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ ذلك.
(١٨) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فيمحقه فَإِذا هُوَ زاهِقٌ هالك إضراب من اتّخاذ اللهو وتنزيه لذاته سبحانه من اللّعب اي من شأننا ان نغلب الحقّ الذي من جملته الجدّ على الباطل الّذي من عداده اللهو واستعير القذف الذي هو الرّمي البعيد المستلزم لصلابة المرميّ والدمغ الذي هو كسر الدّماغ بحيث يشقّ غثاؤه المؤدّي الى زهوق الرّوح تصويراً لابطاله به ومبالغة فيه وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ممّا لا يجوز عليه.
في المحاسن عن الصادق عليه السلام : ليس من باطل يقوم بإزاء حقّ الّا غلب الحق الباطل وذلك قول الله تعالى بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ
وعنه عليه السلام : ما من أحد إلّا وقد يرد عليه الحقّ حتّى يصدع قلبه قبله أو تركه وذلك أنّ الله يقول في كتابه بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِ الآية.
(١٩) وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ خلقاً وملكاً وَمَنْ عِنْدَهُ يعني الملائكة لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ وَلا يعيون منها.
(٢٠) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ ينزّهونه ويعظّمونه دائماً لا يَفْتُرُونَ.
في العيون عن الرضا عليه السلام : انّ الملائكة معصومون محفوظون من الكفر
__________________
(١) اللهو : المرأة وقيل هو الولد.