آخَرِينَ مكانهم.
(١٢) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا فلمّا أدركوا شدّة عذابنا ادراك المشاهد المحسوس إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ يهربون مسرعين.
(١٣) لا تَرْكُضُوا على إرادة القول اي قيل لهم استهزاء وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ من التنعّم والتلذّذ والإتراف ابطار النّعمة وَمَساكِنِكُمْ الّتي كانت لكم لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ
(١٤) قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ
(١٥) فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ فما زالوا يردّدون ذلك وانّما سمّاه دعوى لأنّ المولول كأنّه يدعو الويل ويقول يا ويل تعالى فهذا أوانك حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً وهو النَّبت المحصود خامِدِينَ ميّتين من خمدت النار قيل نزلت في أهل اليمن كذّبوا نبيّهم حنظلة وقتلوه فسلّط الله عليهم بخت نصّر حتّى اهلكهم بالسيف ومعنى لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ أي تسئلون شيئاً من دنياكم فانّكم أهل ثروة ونعمة وهو استهزاء بهم.
وفي الكافي عن السجّاد عليه السلام : لقد أسمعكم الله في كتابه ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وانّما عنى بالقرية أهلها حيث يقول وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ فقال عزّ وجلّ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ يعني يهربون قال فَلمَّا آتهُمُ الْعَذَابُ قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ قال وأيم الله انّ هذه عظة لكم وتخويف ان اتّعظتم وخفتم.
وعن الباقر عليه السلام قال : إذا قام القائم وبعث الى بني أميّة بالشام هربوا الى الرّوم فيقول لهم الرّوم لا ندخلكم حتّى تتنصروا فيعلّقون في أعناقهم الصّلبان فيدخلونهم فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم (ع) طلبوا الأمان والصلح فيقول اصحاب القائم (ع) لا نفعل حتّى تدفعوا إلينا من قبلكم منّا فيدفعونهم إليهم فذلك قوله لا تَرْكَنُوا إلى قوله لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ قال يسألهم الكنوز وهو أعلم بها قال فيقولون يا وَيْلَنا إلى قوله خامِدِينَ أي بالسيف وهو سعيد بن عبد الملك الامويّ صاحب نهر سعيد بالرّحبة