(٤٩) قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى أي بعد ما أتياه وقالا له ما أمرا به وانّما خاطب الاثنين وخصّ موسى بالنّداء لأنّه الأصل وهرون وزيره وتابعه أو حمله خبثه على استدعاء كلام موسى دون كلام أخيه لما عرف من فصاحة هارون.
(٥٠) قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ صورته وشكله الّذي يوافق المنفعة المنوطة به ثُمَّ هَدى عرفه كيف يرتفق بما أعطى.
في الكافي عن الصّادق عليه السلام : انّه سئل عن هذه الآية فقال ليس شيء من خلق الله إلّا وهو يعرف من شكله الذكر من الأنثى سئل ما معنى ثُمَّ هَدى قال هدى للنّكاح والسّفاح من شكله قيل وهو جواب في غاية البلاغة لاختصاره واعرابه عن الموجودات بأسرها عَلَى مراتبها ودلالته على أنّ الغنيّ القادر بالذات المنعم على الإطلاق هو الله تعالى وانّ جميع ما عداهُ مفتقر إليه وعليه في ذاته وصفاته وأفعاله لذلك بهت الّذي كفر فلم ير الّا صرف الكلام عنه (ع).
(٥١) قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى فما حالهم من بعد موتهم من السّعادة والشقاوة.
(٥٢) قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي يعني أنّه غيب لا يعلمه إلّا الله وانما انا عبد مثلك لا أعلم منه إلّا ما أخبرني به فِي كِتابٍ مثبت في اللّوح المحفوظ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى الضَلال ان يخطئ الشيء في مكانه فلم يهتد إليه والنّسيان ان يذهب بحيث لا يخطر بالبال.
(٥٣) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وحصل لكم فيها سُبُلاً بين الجبال والاودية والبراري تسلكونها من ارض إلى أرض لتبلغوا منافعها وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ التفاوت من الغيبة الى التكلّم وله نظائر كثيرة في القرآن أَزْواجاً اصنافاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى
(٥٤) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ على إرادة القول إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى لذوي العقول النّاهية عن اتّباع الباطل وارتكاب القبائح جمع نهية.