(٤٤) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً مثل هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى فانّه دعوة في صورة عرض ومشورة حذراً ان تحمله الحماقة على أن يسطو عليكما لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى
في العلل عن الكاظم عليه السلام قال : امّا قوله فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً أي كنِّيناه وقولا له يا أبا مصعب وكان فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب وامّا قوله لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى فانّما قال ذلك ليكون احرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عزّ وجلّ ان فرعون لا يتذكّر ولا يخشى الّا عند رؤية البأس ألا تسمع قول الله يقول حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فلم يقبل الله إيمانه وقال آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ.
وفي الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له : واعلم انّ الله جلّ ثناؤه قال لموسى حين أرسله إلى فرعون فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ولكن ليكون ذلك احرص لموسى على الذّهاب.
(٤٥) قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا ان يعجّل علينا بالعقوبة ولا يصير الى إتمام الدّعوة وإظهار المعجزة من فرط إذا تقدّم أَوْ أَنْ يَطْغى ان يزداد طغياناً فيتخطّى الى أن يقول فيك ما لا ينبغي لجرأته وقساوته وإطلاقه من حسن الأدب.
(٤٦) قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما بالحفظ والنصرة أَسْمَعُ وَأَرى ما يجري بينكما وبينه من قول أو فعل فأحدث في كلّ حال ما يصرف شرّه عنكما ويوجب نصرتي لكما.
(٤٧) فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ أطلقهم وَلا تُعَذِّبْهُمْ بالتكاليف الصعبة قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ بمعجزة وبرهان وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى والسلامة من عذاب الله على المهتدين.
(٤٨) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى انّ العذاب على المكذّبين للرّسل.