آلهة من دون الله ضدّاً يوم القيامة ويتبرّؤون منهم ومن عبادتهم ثم قال : ليس العبادة هي السّجود ولا الركوع وانّما هي طاعة الرجال من أطاع مخلوقاً في معصية الخالق فقد عبده.
أقول : يعني عليه السلام بذلك أنّ المراد بالآلهة المتّخذة من دون الله رؤساؤهم الَّذين أطاعوهم في معصية الخالق.
(٨٣) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا تهزّهم وتغريهم على المعاصي بالتّسويلات وتحبيب الشّهوات.
القمّيّ قال لمّا طغوا فيها وفي فتنتها وفي طاعتهم ومدّ لهم في طغيانهم وضلالتهم أرسل عليهم شياطين الإنس والجنّ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا أي تنخسهم نخساً وتحضّهم على طاعتهم وعبادتهم
(٨٤) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا قال اي في طغيانهم وفتنتهم وكفرهم.
أقول : والمعنى لا تعجل بهلاكهم لتستريح من شرورهم فانّه لم يبق لهم الّا أنفاس معدودة.
وفي الكافي عن الصّادق عليه السلام : انّه سئل عن قوله تعالى إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا فقال ما هو عندك قال السّائل عدد الأيّام قال إنّ الآباء والامّهات يحصون ذلك لا ولكنّه عدد الأنفاس.
والقمّيّ : مثله وفي نهج البلاغة : نفس المرء خطاؤه الى اجله وقال عليه السّلام : كلّ معدود منقصّ وكلّ متوقع آت.
(٨٥) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ نجمعهم إِلَى الرَّحْمنِ الى ربّهم الّذي غمرهم برحمته وَفْداً وافدين عليه كما يفد الوفّاد على الملوك منتظرين لكرامتهم وأنعامهم.
(٨٦) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ كما يساق البهائم إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً عطاشاً فانّ من يرد الماء لا يرده الّا العطش أو كالدواب التي ترد الماء وفي قراءة رسول الله صلّى الله عليه وآله من رواية أهل البيت عليهم السّلام : يوم يحشر المتّقون الى الرّحمن وفدا ويساق