والدّخل عليها أخذوا في الافتخار بما لهم من حظوظ الدّنيا وزعموا انّ زيادة حظّهم فيها تدل على فضلهم وحسن حالهم عند الله
(٧٤) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً متاعاً وَرِءْياً منظراً وقرئ ريّا على قلب الهمزة وادغامها أو على أنّه من الرّيّ بمعنى النّعمة وقرء ريا على القلب.
القمّيّ قال عني به الثياب والأكل والشّرب.
وعن الباقر عليه السلام : الأثاث المتاع ورئيا الجمال والمنظر الحسن.
وفي الكافي عن الصّادق قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا قريشاً إلى ولايتنا فنفروا وأنكروا فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا من قريش لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ اقرّوا لأَمير المؤمنين عليه السلام ولنا أهل البيت أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا تعبيراً منهم فقال الله ردّاً عليهم وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ مِنَ الامَمِ السّابقة الآية
(٧٥) قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا فيمدّه فيمهله بطول العمر والتمتع به وانّما أخرجه على لفظ الأمر ايذاناً بأنّ إمهاله ممّا ينبغي أن يفعله استدراجاً وقطعاً لمعاذيره كقوله إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وقوله أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ تفضيل للموعود.
القمّيّ قال الْعَذابَ القتل والسَّاعَةَ الموت فَسَيَعْلَمُونَ (١) مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً من الفريقين بأن عاينوا الامر على عكس ما قدروه وعاد ما متّعوا به خذلاناً ووبالاً عليهم وَأَضْعَفُ جُنْداً أي فئة وانصاراً قابل به أحسن نديّاً فانّ حسن النّد باجتماع وجوه القوم وظهور شوكتهم
(٧٦) وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً
في الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال : كلّهم كانوا في الضّلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولا بولايتنا فكانوا ضالّين مضلّين فيمدّ لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتّى يموتوا فيصيّرهم الله شرّاً مكاناً وأضعف جنداً قال وامّا قوله حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فهو خروج القائم (ع) وهو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من
__________________
(١) هذا ردّ لقولهم : أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا.