على النّار وما فيها من العذاب ليعلم تمام فضل الله عليه وكمال لطفه وإحسانه إليه فيزداد لذلك فرحاً وسروراً بالجنّة ونعيمها ولا يدخل أحد النار حتّى يطلعه على الجنّة وما فيها من أنواع النعيم والثواب ليكون ذلك زيادة عقوبة له وحسرة على ما فاته من الجنّة ونعيمها.
قال وقد ورد في الخبر : انّ الحمّى من قيح جهنّم.
وروي : انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله عاد مريضاً فقال ابشر انّ الله عزّ وجلّ يقول هي ناري اسلّطها على عبدي المؤمن في الدنيا ليكون حظه من النّار.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : الحمّى رائد الموت وهي سجن المؤمن في الأرض وهي حظّ المؤمن من النّار.
وعنه عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : الحمّى رائد الموت وسجن الله تعالى في ارضه وفورها من جهنّم وهي حظّ كل مؤمن من النار
وفي الاعتقادات روي : انّه لا يصيب أحداً من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها وانّما يصيبهم الألم عند الخروج منها فتكون تلك الآلام جزاء بما كَسبت أيديهم ومَا الله بظَلّامٍ للعبيد انتهى.
وروي عن النّبي صلّى الله عليه وآله : انّه سئل عن هذه الآية فقال إذا دخل أهل الجنّة الجنّة قال بعضهم لبعض أليس قد وعدنا ربّنا ان نرد النار فقال لهم قد وردتموها وهي خامدة قيل وامّا قوله تعالى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ فالمراد من عذابها.
وقيل ورودها الجواز على الصّراط فانّها ممدود عليها.
أقول : والكل صحيح ولا تنافي بينهما عند اولي الألباب.
(٧٣) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ مرتّلات الألفاظ مبيّنات المعاني أو واضحات الاعجاز قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لأجلهم أو مَعهم أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ المؤمنين بها أو الجاحدين لها خَيْرٌ مَقاماً مكاناً أو موضع قيام وقرئ بضم الميم الى موضع إقامة وَأَحْسَنُ نَدِيًّا مجلساً ومجتمعاً والمعنى انّهم لمّا سمعوا الآيات الواضحات وعجزوا عن معارضتها