في المعاني عن الصادق عليه السلام قال : يَوْمَ الْحَسْرَةِ يوم يؤتى بالموت فيذبح إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ فرغ من الحساب وتصادر الفريقان إلى الجنّة والنار.
القمّيّ عن الصادق عليه السلام : انّه سئل عن هذه الآية فقال ينادي مناد من عند الله عزّ وجلّ وذلك بعد ما صار أهل الجنّة في الجنّة وأهل النّار في النّار يا أهل الجنّة ويا أهل النّار هل تعرفون الموت في صورة من الصّور فيقولون لا فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنّة والنّار ثمّ ينادون جميعاً أشرفوا وانظروا الى الموت فيشرفون ثمّ يأمر الله عزّ وجلّ به فيذبح ثمّ يقال يا أهل الجنّة خلود فلا موت أبداً ويا اهل النار خلود فلا موت أبداً وهو قوله تعالى وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ أي قُضِيَ على أهل الجنّة بالخلود فيها وقضي على أهل النّار بالخلود فيها.
وفي المجمع : مثله من طريق العامّة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله الّا انّه قال : فيجاء بالموت كأنّه كبش أملح فيقال لهم تعرفون الموت فيقولون هذا هذا وكلّ قد عرفه الحديث قال ورواه أصحابنا عن الباقر والصادق عليهما السلام ثمّ جاء في آخره : فيفرح أهل الجنة فرحاً لو كان أحد يومئذ ميّتاً لماتوا فرحاً ويشهق اهل النّار شهقة لو كان أحد ميّتاً لماتوا وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ متعلّق بقوله فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وما بينهما اعتراض أو ب أَنْذِرْهُمْ أي أنذرهم غافلين غير مؤمنين.
(٤٠) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها لا يبقى فيها مالك ولا متصرّف.
القمّيّ قال كلّ شيء خلقه الله يرثه الله يوم القيامة وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ مردودون للجزاء.
(٤١) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا ملازماً للصّدق كثير التّصديق لكتب الله وآياته وأنبيائه وكانَ نبيّاً في نفسه.
(٤٢) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ قد سبق الكلام في كونه أباه أو انّه كان عمه أو جدّه لأمّه لطهارة آباء الأنبياء عن الشّرك يا أَبَتِ التّاء معوّضة عن ياء الإِضافة وانّما يذكر للاستعطاف ولذلك كرّرها لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ فيعرف حالك ويسمع ذكرك ويرى خضوعك وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً في جلب نفع ودفع ضرّ.