فدعا بدعوات ثمّ قال انّها والله النخلة التي قال الله جلّ ذكره لمريم وَهُزِّي إِلَيْكِ الآية.
(٢٦) فَكُلِي وَاشْرَبِي من الرّطب وماء السّريّ وَقَرِّي عَيْناً وطيبي نفسك وارفضي عنها ما أحزنك فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً صمتاً.
القمّيّ : وقال لها عيسى (ع) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً وصمتاً كذا نزلت.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : انّ الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ثمّ قال قالت مريم إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً أي صمتاً فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم الحديث فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ولعله لكراهة المجادلة والاكتفاءِ بكلام عيسى (ع) فانّه قاطع في قطع الطّاعن.
(٢٧) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا بديعاً منكراً.
القمّيّ : ففقدوها في المحراب فخرجوا في طلبها وخرج خالها زكريّا فأقبلت وهو في صدرها واقبلن مؤمنات بني إسرائيل يبزقن في وجهها فلم تكلّمهنّ حتّى دخلت في محرابها فجاء إليها بنو إسرائيل وزكريا فقالوا لها يا مريم لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا.
(٢٨) يا أُخْتَ هارُونَ.
في المجمع عن المغيرة بن شعبة مرفوعاً إلى النبيّ صلَّى الله عليه وآله : انّ هارون كان رجلاً صالحاً في بني إسرائيل ينسب إليه كلّ من عرف بالصلاح.
وفي سعد السّعود لابن طاوس (ره) عنه مرفوعاً : انّ النبيّ صلَّى الله عليه وآله بعثه الى نجران فقالوا ألستم تقرءون يا أُخْتَ هارُونَ وبينهما كذا وكذا فذكر ذلك للنّبي صلَّى الله عليه وآله فقال ألا قلت انّهم كانوا يسمّون بأنبيائهم والصالحين منهم.
والقمّيّ : انّ هارون كان رجلاً فاسقاً زانياً فشبّهوها به ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا.
(٢٩) فَأَشارَتْ إِلَيْهِ الى عيسى (ع) أي كلّموه ليجيبكم قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ