(٢٣) فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ فأجاءها المخاض وهو في الأصل من جاء لكنّه خصّ في الاستعمال كأتى في أعطى ومخضت المرأة إذا تحرّك الولد في بطنها للخروج إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ لتستتر به وتعتمد عليه عند الولادة وهو ما بين العرق والغصن قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُ وقرئ بضم الميم قَبْلَ هذا استحياء من الناس ومخافة لومهم.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : لأنّها لم تر في قومها رشيداً ذا فراسة ينزّهها من السوء وَكُنْتُ نَسْياً ما من شأنه ان ينسى ولا يطلب وقرئ بالفتح وهو لغة فيه أو مصدر رسميّ به مَنْسِيًّا منسّى الذكر بحيث لا يخطر ببالهم.
(٢٤) فَناداها مِنْ تَحْتِها عيسى (ع) أو جبرئيل وقرئ مِن بالكسر أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا جدولاً كذا في الجوامع عن النبيّ صلَّى الله عليه وآله.
(٢٥) وفي المجمع عن الباقر عليه السلام : ضرب عيسى برجليه فظهر عين ماء يجري وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ واميليه إليك تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا طريّاً وقرئ بتخفيف السّين وبضم التاء معه وكسر القاف.
القمّيّ : وكان ذلك اليوم سوق فاستقبلها الحاكة وكانت الحياكة أنبل صناعة في ذلك الزّمان فأقبلوا على بغال شهب فقالت لهم مريم أين النخلة اليابسة فاستهزءوا بها وزجروها فقالت لهم جعل الله كسبكم نزراً وجعلكم في النّاس عاراً ثمّ استقبلها قوم من التّجار فدلّوها على النخلة اليابسة فقالت لهم جعل الله البركة في كسبكم وأحوج النّاس إليكم فلمّا بلغت النّخلة أخذها المخاض فوضعت بعيسى عليه السلام فلمّا نظرت إليه قالت يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا ما ذا أقول لخالي وما ذا أقول لبني إسرائيل فَناداها عيسى مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا أي نهراً وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ أي حرّكي النّخلة تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا أي طريّا وكانت النّخلة قد يبست منذ دهرٍ فمدّت يديها الى النّخلة فأورقت وأثمرت وسقط عليها الرّطب الطري فطابت نفسها فقال لها عيسى (ع) قمّطيني وسوّيني ثمّ افعلي كذا وكذا فقمّطته وسوّته.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : انّه كان يتخلّل بساتين الكوفة فانتهى الى نخلة فتوضأ عندها ثمّ ركع وسجد فاحصِيَت في سجوده خمس مائة تسبيحة ثمّ استند الى النخلة